رأيت أن أضع هذا البحث الذي كتبته شخصياً عن مدى إمكانية أن يحب قلب الإنسان و يحب أكثر من حب وود ..
بداية .. أحب أن أستعرض وبشكل مختصر و سريع ماهية الحب .. وكل ما ستقرأه عزيزي القارئ الفاضل .. مبني على إعتقاداتي .. ومن الممكن أن أكون على صواب أو خطأ .. و لكم الأمر بالحكم على الموضوع بالسلبي أو الإيجابي .. و قبول الفكره أو رفضها .. حيث أن الكثير يعتقد أن القلب لا يمكن أن يحمل حبين .. متساويين ..
ماهية وطرق الحب :-
الحب :- هو إحساس و شعور داخلي .. في نفس الإنسان وروحه الداخلية التي لا نلمسها و لكن نشعر بها يأتي تارة عن طريق السمع أو عن طريق البصر أو عن طريق اللمس ..وحتى الأعمى يحب و الأبكم يحب و الأصم أيضا يحب .. .. وللحب تعقيدات دقيقه سأقسمها إلى خانت بحيث توجد خانة مخصصه لحب الأبناء ، و خانة مخصصه لحب الزوجه ، و خانة مخصصة لحب الوالدين والأخوان والأقارب والأستاذ بالمدرسه و الوطن وولي الأمر ...... إلخ
تختلف هذه التقسيمات و مقدار الحب إن صح التعبير من خانة إلى أخرى ..
أعتقد أن الفكره غالبيتنا متفقين عليها وواضحة وضوح الشمس .. و إن كنت تعارضني عزيزي القارئ الفاضل .. فلن تتفق معي ببقية البحث .. فتوقف إلى هنا ولا تكمل القراءة .. و سجل رأيك معبرا عن رفضك لطريقة التقسيمات التي خصصتها .. لكل حب على حده .. و سأبدأ بالبحث معك بخصوص التقسيمات ..
أمثله للتوضيح :-
إذا أخترنا حب الله عز و جل .. سنجد أننا خصصنا خانه مستقله يتحرك فيها مؤشر الحب بثبات دائم دون تغيير .. إلا من كان ضعيف الإيمان والإعتقاد .
إذا إخترنا حب الأبناء سنجد أننا خصصنا خانه مستلقه لحبهم بما يسمى بالحب الأبوي .
إذا إخترنا حب الوالدين أيضا سنجد أننا خصصنا خانه مستلقه للحب الأسري لصلة الأرحام .
حب الأصدقاء يختلف من شخص إلى آخر و يتشابهه .. ولا جدال في ذلك .. حيث أنه من الممكن أن ينتقي الإنسان أكثر من صديق بهم أغلب الصفات التي تروقه له في خانه واحده ..
و قيس على ذلك جميع ما سبق ذكره بما تريد .
نأتي الآن إلى الجزء الأهم من هذا كله وهو المقصود و حديثنا تمحور على أساسه .. و هو حب العاطفه التي نشعر به خاصة للأنثى وهو سبب الجدال و ذكر هذا الموضوع .
إتفقنا مسبقاً على تقسيم خانات للمحبه لكل ذات و كيان على حده .. وبالنسبه لحب العاطفة إن صح التعبير .. نستطيع تقسيمه إلى خانه تحت مسمى خانة حب العاطفه .. و نستطيع تقسيمها إلى خانات داخلية أيضا ... كيف ذلك ؟
لنضع الأمثله فهي خير ما سيرشدنا إلى المراد من هذا كله ..
لو فرضنا أن لدي عاطفة متصله بأنثى إسمها ( 1 ) و عاطفة أخرى متصله بأنثى أخرى إسمها (2) .
ستنصب هذه في خانة العاطفة تحت تقسيمه الحب ..
إذا كانت (1) و (2) متشابهتان في الطباع و الشخصية إلى حد كبير .. فمن الطبيعي أن تضع خانه مخصصة لـ(1) و خانه مخصصة لـ(2) تحت المسمى المذكور .. دون أن تجعل (1) أو (2) بسمى آخر .
و إلا لن يكون هذا الإحساس من الأساس عاطفه الحب .
وكأننا نترجم هذه الأمور إلى عمليات حسابيه ..
إحسب معي ..
لو كانت لدينا عملية حسابية للأرقام التاليه 5 + 10 = 15 و 100 + 4 = 104 و 60 + 7 = 67
و طلبت منك أن تكتب كل مسأله في ورقة مستقله و تغلفها وتكتب على المغلف للعملية الحسابيه الأولى 1 و الثانيه 2 والثالثه 3 و تضع المغلفات في ملف و تكتب على الملف العمليات الحسابيه .
طبيعي ستكون النتيجه كالتالي :-
المغلف الأول
المغلف الثاني
المغلف الثالث
والملف الذي يجمعهم مكتوب عليه العمليات الحسابيه ..
تطبيق عملي على العاطفة :-
أحب فلانه إسمها نورة و فلانه إسمها تهاني و فلانه إسمها فاتن
بالتأكيد سنضع نورة في خانه و تهاني في خانه و فاتن في خانه ..
أنت تختلف معي بتفاوت المشاعر والأحاسيس من فلانه إلى فلانه .. أقول لك ..
أن بالنهاية الخانة التي تحتويهم هي خانة العاطفة ولن تكون لشيئ آخر هذا و مع التأكيد أننا تحدثنا على أن تكون المشاعر والأحاسيس التي نكنها لكل واحده منهم متشابهه .. كيف ؟ للإجابة أقول أننا أيضاً ذكرنا بأن تكون الطباع والشخصيات متقاربه .
فما هو المانع من تقسيم الخانه العاطفية إلى عدة خانات لنضع حبنا لهذه الفتاة و الأخرى والأخرى .. إلخ .. تحت نفس المسمى ؟
صحيح أنه لا أحد يستطيع أن يتحكم بمشاعره و أحاسيسه إتجاه الآخرين و هذا الإحساس يأتي من الفعل و ردة الفعل و التعامل .. وتحدث مشاكل أحيانا .. ولكن بالنهايه و بمجرد زوال هذه المشاكل نجد أننا لم نغير موقع الخانه .
و إن إفترضنا أنه لا يوجد تشابه بالطباع .. فستجد القلب يعطيك المؤشر على حب فلانه لأن بها الطبع الفلاني .. و فلانه لأن بها الطبع الفلاني .. فلم نخلق كاملين والكمال لله سبحانه وتعالى .
أعتقد أن الفكره قد وصلت بشكل أفضل ..
ماهو المعيار الحقيقي للحب ؟
لا يوجد .. لأنه كما قلنا أن العوامل النفسيه تتحكم بشكل مباشر في هذه الإحاسيس والشعور فلن يستطيع شخص أن يثبت أن القلب لا يقبل حبين مختلفين .. وكل ما ذكر حول الحب الواحد لا أساس له من الصحه و كان إجتهاد من أشخاص لعبت العوامل النفسيه بهم دورا مهماً ..
و لأن مسألة الحب مسألة نفسية بحته لم يتطرق لها الشرع لأنها تتكيف من شخص لآخر حسب العوامل كما ذكرنا سلفاً .
ختاماً للحديث .
الناس يخلطون بين موضوع الحب والعاطفة في الزواج وبين الحب ما قبل الزواج ..
و لو كان القلب لا يحمل إلا حباً عاطفياً واحداً .. لما أباح لنا الشرع بزواج الأربع نساء .. الذي لم يأتي عبثاً .... بل للإقلال من العوانس في المجتمع .. و جريمة الزنا وأسبابها المتعدده .
نعم من الممكن أن أظل أحب زوجتي الأولى و الثانية على نفس القدر لمدة ثلاث سنين ومن يحدث يحدث تغيير معين بسبب عوامل معينه لأحب الأولى أكثر من الأخرى أو العكس .. و لكن لا ننسى أننا في يوم كنا نحب الأثنين معاً بنفس القدر و هذا يكفي لثبوت النظرية التي طرحتها بأن القلب من الممكن أن يحمل حبين .
أعزائي الأعضاء الكرام .. أحبكم جميعاً دون تمييز .. لولا وجودكم لما كنا متواجدين نتباحث .. و نبدي آرائنا و أفكارنا .