الفرزدق
أبْــلِـــغْ مُــعَــاوِيَــةَ الّــــذِي بِـيَـمِــيــنِــهِ أمْــــرُ الــعِـــرَاقِ وَأمْــــرُ كُــــلّ شَـــــآمِ
إنّ الـهُـمُـومَ وَجَـدْتَـهَــا حِـيــنَ الـتَـقَــتْ فــي الـصّــدْرِ، طـارقُـهُــنّ غَـيــرُ نِـيَــامِ
يَـسْـهَـرْنَ مَـنْ طَـرَقَ الـهُـمــومُ فــؤادَهُ، وَيَــــــرُومُ وَارِدُهُــــــنّ كُــــــلَّ مَــــــرَامِ
يَـأمُـرْنَــنــي بِــنَــدَى مُـعَــاوِيَــةَ الّــــذِي قَـــادَ ابـــنُ خَـمْــسَــتِــهِ لــكُـــلّ لُــهَـــامِ
أوْ يَـسْـتَــقِــيــمَ إلــــى أبِــيـــهِ، فَـــإنّـــهُ ضَــوْءُ الـنّـهَــارِ جَـــلا دُجَـــى الأظْـــلامِ
غَـمَــرَ الـخَـلائِــفَ قَـبْـلَــهُ، وَهُــوَ الّــذي قَــتَـــلَ الــنّــفَـــاقَ أبُـــــوهُ بِـــالإسْـــلامِ
وَرِثُــوا تُـــرَاثَ مُـحَــمّــدٍ، كَــانُــوا بِـــهِ أوْلـــى، وَكَـــانَ لَــهُــمْ مـــن الأقْــسَـــامِ
لـمّـا تُـخُـوصِـمَ فـي الـخِـلافَـةِ بِـالـقَـنَــا، وَبِـكُــلّ مُـخْـتَـضَــبِ الـحَــدِيــدِ حُــســامِ
كَـــانَـــتْ خِــلافَــتُــهــا، لآلِ مُــحَــمّـــدٍ، لأبــــي الــوَلِــيــدِ تُــرَاثُــهَــا وَهِــشَـــامِ
أخْـلِــصْ دُعَــاءَكَ تَـنْــجُ مِــمّــا تَـتّــقــي لـــلــــه يَــــــوْمَ لِـــقَـــائِـــهِ بِــــسَــــلامِ
وَهـوَ الّـذِي ابْـتَـدَعَ الـسّـمَـاءَ وَأرْضَـهـا، وَرَسُــــولَــــهُ وَخَــلِــيـــفَـــةَ الآنَــــــــامِ
مَـلِــكٌ بِــهِ قُـصِــمَ الـمُــلُــوكُ، وَعِــنْــدَهُ عِـلْــمُ الـغُــيُــوبِ وَوقْـــتُ كـــلِّ حِــمَــامِ
أرْجُــو الـدُّعَــاءَ مِــنَ الّــذِي تــلّ ابْــنَــهُ لــجَــبِــيــنِــهِ، فـــفــــداهُ ذُو الإنْـــعَــــامِ
إسْـحَــقُ حَــيْــثُ يَــقُــولُ لــمّــا هَــابَــهُ لأبِــيـــهِ، حَــيْـــثُ رَأى مِــــنَ الأحْــــلامِ
أمـضِـي، وَصَــدِّقْ مــا أُمِــرتَ فـإنّـنــي، بِـالـصّـبْــرِ مُـحْـتَـسِـبــاً، لَـخَـيْــرُ غُـــلامِ
إنّ الـمُــبَــارَكَ كَـــانَ حَــيْــثُ جَـعَـلْــتَــهُ غَـيْــثَ الـفَـقِــيــرِ، وَنَــاعِــشَ الأيْــتَــامِ
وَلـتَـعَـلَـمَـنّ مَــنِ الـكَــذوبُ إذا الـتَـقَــى، عِــنْــدَ الإمَــــامِ، كَــلامُــهُــمْ وَكَــلامـــي
قــال الّـــذي يَـــرْوِي عَــلــيّ كَـلامَــهُــمْ الــطّــارِحَــاتِ بِــــهِ عـــلـــى الأقْـــــداَمِ:
هَــلْ يَـنْـتَـهــي زَجَــلٌ وَلــمْ تَـعْـمِــدْ لَـــهُ مِــثْــلَ الّـــذي وَقَــعَــتْ بـــذِي الأهْــــدَامِ
شَـنْــعَــاءُ جَــادِعَـــةُ الأُنُــــوفِ مُــذِلّـــةٌ كَــانَــتْ لَــــهُ، نَــزَلَـــتْ بــكُـــلّ غَــــرَامِ